هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيف الله المسلول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
امة الله
Admin
امة الله


انثى عدد الرسائل : 359
العمر : 36
البلد : مصر
الوظيفه : طالبه معماريه
تاريخ التسجيل : 26/09/2007

سيف الله المسلول Empty
مُساهمةموضوع: سيف الله المسلول   سيف الله المسلول Icon_minitimeالسبت أكتوبر 06, 2007 2:38 pm


سيف الله المسلول
ابو سليمان خالد بن الوليد
لقد شرف الله منـزلة الجهاد والمجاهدين، وجعل الجهاد ذروة سنام الإسلام وعز هذه الأمة، ويوم أن ضيعت الأمة الجهاد ضاع شرفها، وضاعت هويتها، وأصبحت الأمة ذليلة كسيرة مهيضة الجناح، وحتماً لن يعود للأمة مجدها وهويتها إلا إذا رفعت لواء الجهاد في سبيل الله، وسارت على ما سار عليه الأبطال المجاهدون .. وإن من خير من ترسم خطاه في هذا الشأن ذلك البطل الأشم الذي كسر شوكة الأكاسرة وقصم ظهور القياصرة .. إنه سيف الله المسلول على أعدائه خالد بن الوليد.


الجهاد .. ذروة سنام الإسلام
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين. أمـا بعـد: فحيا الله هذه الوجوه الطيبة المشرقة، وزكى الله هذه الأنفس، وشرح الله هذه الصدور، وأسأل الله جل وعلا أن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال، وأن يجمعنا في الدنيا دائماً وأبداً على طاعته، وفي الآخرة مع سيد النبيين في جنته ومستقر رحمته، إنه ولي ذلك ومولاه، وهو على كل شيء قدير. أحبتي في الله: مع أئمة الهدى ومصابيح الدجى، تلك السلسلة الكريمة المباركة التي نقدمها في هذه الأيام لأبناء الصحوة الإسلامية خاصة، وللمسلمين عامة، للعبرة والعظة من ناحية، ولتقديم القدوة الصالحة الطيبة لتربية الأجيال عليها من ناحية أخرى، لا سيما بعد فترة التغريب الطويلة التي مسخت الهوية، وشوهت الفكر والتاريخ، وزعزعت الانتماء. أحبتي في الله: رسالة رقيقة مؤثرة من ساحة الوغى، وميدان البطولة والشرف والجهاد، تلك الرسالة التي أرسل بها الإمام المجاهد العلم: عبد الله بن المبارك إلى أخيه التقي الزاهد الورع عابد الحرمين: الفضيل بن عياض يذكره فيها بشرف الجهاد في سبيل الله فيقول:

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا=لعلمت أنك بالعبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه=فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطـلٍ=فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنـا=رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا من مقال نبينا قولٌ=صحيحٌ صادقٌ لا يُكذب
لا يستوي وغبار خيل الله=فـي أنف امرئ ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا=ليس الشهيد بميتٍ لا يكذب

ذلكم هو شرف الجهاد أيها الأحباب الذي أمر الله جل وعلا به الأمة أمراً صريحاً صحيحاً واضحاً؛ لتعيش الأمة عزيزة، ولتلقى ربها سعيدة حميدة، فقال جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ [الصف:10-13] ذلكم هو شرف الجهاد الذي جعله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ذروة سنام الإسلام، كما في حديث معاذ بن جبل الذي رواه الترمذي وقال: حسنٌ صحيح، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـمعاذ : (يا معاذ ! ألا أدلك على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله) ذلكم هو الجهاد الذي ضمن الله به السعادة والسيادة والريادة والقيادة لهذه الأمة. ويوم أن ضيعت الأمة الجهاد ضاع شرفها، وضاعت هويتها، وأصبحت الأمة ذليلةً كسيرةً، مهيضة الجناح، مبعثرة كالغنم الشاتية في الليلة الممطرة. وحتماً لن تعود للأمة هويتها إلا إذا عادت إلى الجهاد ورفعت لواءه في سبيل الله، ومن ثم حرص أعداء ديننا على أن يحولوا بين الأمة والجهاد، وعلى ألا تربى الأجيال المسلمة على الجهاد وسير الأبطال المجاهدين والقادة الفاتحين. ......


سيرة خالد بن الوليد رضي الله عنه
نقضي هذه الدقائق المعدودة مع قائد المجاهدين، وسيف من سيوف رب العالمين، وأستاذ فن الحروب والميادين، الفاتك بالمسلمين يوم أحد، والفاتك بأعداء الإسلام بقية الأيام، إنه فارس الإسلام والمسلمين، وسيف من سيوف رب العالمين، وترياق وساوس الشياطين من الكفار والمنافقين، والبطل القوي العنيد، والفارس القوي الرشيد. إنه: خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه. علم من أعلام الجهاد في سبيل الله، وعالم وحده في فن القيادة وإدارة الحروب، أحب المسلمون سيفه، وخافه أعداء الإسلام، وأقبل قادة الدنيا في كل زمان ومكان إلى عصر نابليون ينهلون من مورد خالد الخالد في فن القيادة، وإدارة الحروب، وقواعد القتال. خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه الذي تحول في عالم الحرب ودنيا الميادين إلى أسطورة، وما زالت الأبحاث والدراسات إلى عصرنا هذا تنهل من مورد قيادة خالد ، وفن إدارته للحروب والقتال، فمن هو خالد ؟ وما الذي نعرفه نحن المسلمين عن خالد ؟ والله لا نعرف عنه إلا القليل، في الوقت الذي نجد فيه كثيراً من المسلمون يعرفون الكثير والكثير عن نابليون، ولينين واستالين، وبسمر وغيرهم وغيرهم من هؤلاء الأقزام. فمن هو خالد بن الوليد أيها الأحباب؟


نشأة خالد بن الوليد رضي الله عنه
نشأ خالد بن الوليد في بيئة غنية ثرية مترفة، فأبوه هو: الوليد بن المغيرة الذي كان أغنى الناس في زمانه، وكان من كبريائه في جوده أنه كان ينهى عن أن توقد نارٌ في منى غير ناره لإطعام الحجيج، الوليد بن المغيرة الذي تحدث الله عنه وعن ثرائه وغناه في سورة المدثر فقال: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً * وَبَنِينَ شُهُوداً * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيداً [المدثر:11-16] ذلكم هو الوليد بن المغيرة ، وتلك هي البيئة التي نشأ فيها خالد بن الوليد رضي الله عنه. ومع هذا الغنى، وهذا الثراء نشأ خالد بن الوليد نشأةً خشنة، مروض نفسه على الغلظة، والقساوة، والخشونة، وحياة البداوة، لماذا؟ لأنه نشأ من صغره يحب الفروسية والقتال، وترك خالد هذا الثراء والمال والغنى، إلا أنه ورث الكره الشديد للإسلام من أبيه، فهو قائد الميمنة، وصاحب الحملة الشرسة في غزوة أحد التي شتت شمل المسلمين، وبعثرت صفوفهم، حتى جرح النبي صلى الله عليه وسلم، بل وأشيع في الميدان أن رسول الله قد قتل، بعد المباغتة السريعة لـخالد بن الوليد الذي طوق من خلالها الرماة على الجبل، بعدما خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وخالد بن الوليد هو الذي تولى قيادة الخيل في غزوة الخندق ، ووكلت له مع كتيبة من الفرسان يركبون الخيول في هذه المعركة مهمةً عسيرة خطيرة ألا وهي: قتل النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن الله نصر عبده وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، وتصدى خالد بعد ذلك في مائتي فارس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو في طريقه إلى مكة في عام الحديبية ، ولما رآه النبي صلى الله عليه وسلم اضطر أن يصلي بأصحابه يومها صلاة الخوف. ولما اصطلح النبي مع مكة وعاد في عمرة القضاء لم يقبل خالد أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يطوفون ببيت الله الحرام، فترك خالد مكة وخرج حتى لا يرى هذا المشهد بعينيه.


إسلام خالد بن الوليد
تأتي كراهية خالد بن الوليد بعد كراهية أبيه للإسلام مباشرة، إلا أنه مع هذا كان يعيش صراعاً داخلياً رهيباً بين بيئته بموروثاتها الجاهلية، وبين هذا النداء الذي يصرخ في أعماقه على أنه الحق، ويقول له: إن الإسلام هو دين الله، وأن محمداً هو رسول الله، وأن الذي تركع وتسجد له يا خالد إنما هي حجارة لا تضر ولا تنفع، ولا تسمع ولا تبصر، ولا تملك لنفسها ضراً ولا نفعاً، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً. وسرعان ما انتهى هذا الصراع الذي طال حقاً، وشرح الله صدر خالد ، وقذف في قلبه حب الإسلام، وعلى الفور ينطلق خالد بن الوليد من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة؛ ليبدأ حياةً جديدة من تلك اللحظة الباهرة الرائعة التي خشع فيها قلبه، وسكنت فيها جوارحه، وامتدت يده لتبايع الحبيب صلى الله عليه وسلم، وليشهد بين يدي رسول الله شهادة الحق والصدق وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله. ويبتسم الحبيب صلى الله عليه وسلم، ويمد يده ليصافح خالد بن الوليد بوجه طلقٍ وهو يقول: (الحمد لله الذي هداك يا خالد ، فلقد كنت أرى لك عقلاً، ورجوت ألا يسلمك إلا لخير) انظروا إلى شهادة النبي عليه الصلاة والسلام: (فلقد كنت أرى لك عقلاً، ورجوت ألا يسلمك إلا لخير).


معارك خالد بن الوليد و نتائجها
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي ولد في السنة التاسعة والثلاثين قبل الهجرة وتوفي في السنة الواحدة والعشرين للهجرة – تولى الأعنة والقبة لقريش، ثم برز قائداً من قوّاد الفتح العربي الإسلامي بل لعله أهمهم، وقبل ذلك لمع خلال حروب الردة – وفي المرحلة النبوية-.‏ كان خالد متميزاً، مسبباً للنقاش حول تصرفاته، إلا أنه من المؤكد أنه كان جريئاً، حاسماً وصاحب المبادرة التي تحقق المطلوب السياسي في الوقت المناسب.‏
سأتحدث عن معارك خالد خلال ثلاث مراحل : العهد النبوي – حروب الردة – الفتح العربي الإسلامي.


أ-العهد النبوي:‏
1-غزوة أحد، السنة الثالثة للهجرة:
كان خلالها في الصف المعادي للمسلمين ونجح في حركة سريعة قاد خلالها فرسان قريش في إرباك صفوف المسلمين بعد أن كانوا على أبواب النصر(1)، ونريد الإشارة هنا إلى ترجيح الرأي القائل إن عملية خالد كانت بمبادرة منه بعدما رأى الثغرة المحدقة في ترتيب الجيش الإسلامي عندما ترك الرماة موقعهم – كما أنه استغلّ الإرباك وتابع الضغط وقام وبشجاعة ومهارة بقتل ثلاثة من المسلمين.


2-غزوة مؤتة(2)
وهي أول مشاركة لخالد بعد إسلامه كان جندياً عادياً في معركة غير متكافئة مع الروم وأحلافهم من العرب
ففي العام الثامن الهجري، أرسل رسول الله ( الحارث بن عمير الأزدي -رضي الله عنه- إلى أمير بُصرى ؛ ليدعوه وقومه إلى الإسلام، فطغى أمير بصرى وأتباعه، وقتلوا هذا الصحابي الجليل، فغضب رسول الله ( والمسلمون من هذا الغدر وهذه الخيانة، وجهز جيشًا من ثلاثة آلاف جندي؛ لتأديب هؤلاء القوم، وجعل رسول الله
( زيد بن حارثة قائدًا على الجيش، فإن قتل فجعفر بن أبي طالب، فإن قتل فعبد الله بن رواحة. [البخاري]
وانطلق الجيش حتى بلغ الشام، وفوجئ المسلمون بأن جيش الروم يبلغ مائتي ألف مقاتل، فكيف يواجهونه بثلاثة آلاف مقاتل لا غير؟ وقف عبد الله بن رواحة الأسد، يشجع الناس ويقول لهم [يا قوم! إن التي تخشون للتي خرجتم تطلبون، إنها الشهادة في سبيل الله، ووالله ما نقاتل عدونا بكثرةٍ ولا عدد، وإنما نقاتل عدونا بهذا الدين الذي أكرمنا به الله عز وجل، فانطلقوا، فإنها إحدى الحسنيين: إما النصر وإما الشهادة].فقال الناس: قد والله صدق ابن رواحة. فمضى الناس، وقد امتلأت قلوبهم ثقة بالله -سبحانه-.
ورغم هذا الفارق الكبير في العدد، حيث إنَّ كل مسلم منهم يواجه وحده حوالي سبعين مشركاً، فقد دخلوا في معركة حامية وهم مشتاقون إلى الشهادة، والموت في سبيل الله.

والتقى الجيشان، وقاد زيد بن حارثة جيش المسلمين، وهو يحمل راية رسول الله ( حتى استشهد -رضي الله عنه-، فأخذ الراية جعفر بن أبي طالب، واشتدت المعركة، فنزل جعفر عن فرسه وعقرها (قطع أرجلها) حتى لا يأخذها أحد الكفار فيحارب عليها المسلمين، وحمل جعفر الراية بيمينه فقطعت، فأخذها بشماله فقطعت، فاحتضنها بعضديه حتى استشهد -رضي الله عنه-، فحمل الراية عبد الله بن رواحة، ووجد في نفسه بعض التردد، فحث نفسه على الجهاد بقوله:


أقسمت يا نفسُ لتنزلنه=لتنزلن أو لتكرهنه
إن أجلب الناس وشدوا الرنة=مالي أراك تكريهن الجنة

وقاتل حتى استشهد في سبيل الله .و عندما قُتل القادة الثلاثة الذي نصّ عليه السلام عليهم و سقطت الراية وهنا انقض بسرعة الضوء ثابت بن أقرم رضي الله عنه على اللواء ليرفع اللواء خفاقاً عالياً، وأسرع ثابت بن أقرم ليبحث عن قائد الساعة وعن بطل الميدان عن أبي سليمان خالد بن الوليد رضي الله عنه، وذهب إليه ثابت وقال: [خذ اللواء يا خالد ، فقال خالد -المؤدب المهذب- لا -وأبى أن يتقدم، هؤلاء الذين فيهم السابقون من المهاجرين والأنصار- وقال خالد لـثابت بن أقرم : أنت أولى به مني يا ثابت فأنت من السابقين الأولين، ممن شهدوا بدراً ، لست أحق بهذا اللواء منك، فقال ثابت بن أقرم : خذ اللواء يا خالد والله أنت أدرى بالقتال مني، وما أخذت اللواء من على الأرض إلا لك يا أبا سليمان ]. ونادى ثابت بن أقرم في المسلمين بأعلى صوته وقال :[ أيها المسلمون! هل ترضون إمرة خالد ؟ قالوا :اللهم نعم ]
واعتلى العبقري جواده بعدما قد تحدد مصير المعركة بكل المقاييس، ودب الذعر والرعب، ومات قواد المعركة الثلاثة، وإن شئت فقل: لقد انتهت المعركة، واعتلى العبقري جواده، ودفع الراية عن يمينه كأنما يقرع بها أبواباً مغلقة قد آن لها أن تفتح بإذن الله على يد هذا البطل المغوار فقاد خالد -رضي الله عنه- أولى تجاربه العسكرية التي يخوضها بعد إسلامه. فوجد الفرق كبيرًا بين عدد المشركين وعدد المسلمين، ولابد أمامه من الحيلة حتى لا يفنى المسلمون جميعهم، ويحافظ على جيشه سليمًا، فكان يقاتل الأعداء كأسد جسور، وكلَّما انكسر في يده سيف أخذ سيفًا آخر، حتى انكسرت في يده تسعة أسياف. قاتل بهم بقية ذلك اليوم ثم لمّا أن غابت الشمس و عاد كل جيش لمعسكره ، قلب رضي الله عنه الميمنة إلى ميسرة و الميسرة إلى الميمنة و القلب إلى الساقة و الساقة إلى القلب . و طلب من الساقة أن يُحدثوا الغبار في الخلف و يكثرون من الجلبة و الأصوات و حركة الخيل . فلما أن بدأ القتال في اليوم الثاني نفّذ رضي الله عنه خطته التي أثبتت أنه من أفضل قادة العالم العسكريين ، فلما أن رأى الروم و من معهم الوجوه غير الوجوه التي قاتلوهم في الأيام الماضية و سمعوا الأصوات في الخلف و رأوا الغبار يتطاير أيقنوا أن المدد قد وصل للمسلمين . فتسآلوا بينهم كيف لهم بقتالهم بعد المدد و هم قد عجزوا عنهم على الرغم من قلتّهم قبل المدد . ثم حمل عليهم خالد رضي الله عنه حملة صادقة فقتل منهم مقتلة عظيمة . و هكذا تجلّت مقدرته العسكرية رضي الله عنه ، وعندما انهزم الروم لم يتبعهم المسلمون وانما صاح خالد بالجيش وامرهم بالتراجع والانسحاب فخشي الروم من ان يتبعوا المسامين خشية أن تكون مكيدة و عاد جيش خالد إلى المدينة. فقابلهم الصبية وهم يرمون التراب في وجوههم ؛ لأنهم تركوا الميدان ورجعوا، وكان يعيرونهم قائلين: يا فُرَّار، أفررتم في سبيل الله؟ ولكن رسول الله ( كان يعلم المأزق الذي كان فيه جيشه فقال لهم : "ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله" .وبلغت البشارة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن يعلم السر وأخفى، فلقد وقف الحبيب في المدينة المنورة يقص على المسلمين خبر غزوة مؤتة قبل أن يبلغه الخبر، فلقد أخبره علام الغيوب جل جلاله كما ورد في صحيح البخاري من حديث أنس : (وقف النبي صلى الله عليه وسلم ينعي للناس قادة غزوة مؤتة وعيناه تذرفان بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: لقد أخذ الراية زيد بن حارثة فأصيب، ثم أخذ الراية جعفر فأصيب، ثم أخذ الراية ابن رواحة فأصيب، وعيناه تذرفان ثم قال : حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ففتح الله عليهم ) وانظروا إلى هذه العبارة النبوية، سمى النبي انتصار خالد فتحاً، وأي نصر؟ وأي فتح ؟ ولما خرج المسلمون يقولون لهم: يا فرار قال لهم النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تقولوا هذا ولكنهم الكرار وليسوا فراراً) سمى النبي انتصار خالد فتحاً (حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله) ذلكم هو الوسام الذي عاد خالد إلى المدينة ليعلقه النبي على صدره، والله إنه وسامٌ لا تقوم له الدنيا، ومن يومها أحبتي سمي خالد بن الوليد بسيف الله المسلول. وأطلق على خالد بن الوليد في هذه المعركة سيف الله المسلول، تقديرًا لذكائه وحسن تصرفه الذي أنقذ به المسلمين من الهلاك المحقق.

3-فتح مكة(3)
في السنة الثامنة للهجرة : شارك خالد فيها بقيادته الميمنة التي دخلت مكة من الجنوب، وقاوم بعض فرسان قريش –من المخزوميين – هذه الميمنة. وتمكن خالد منهم وقتل ثلاثة عشر من فرسانهم.‏
4- تحطيم العُزّى
في العام نفسه : روى النسائي في السنن الكبرى برقم (11547) بإسناده عن أبي الطفيل قال :لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة، وكانت بها العزى ، فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمُرات ، فقطع السَّمرات ، وهدم البيت الذي كان عليها وهو يقول
يَا عِزّ كُفْرَانَكَ لا سُبْحَانَكْ أني رَأيْتُ اللَّهَ قَــدْ أَهَانَكْ .. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : (( ارجع فإنك لم تصنع شيئاً )) . فرجع خالد ، فلما أبصرته السدنة ـ وهم حَجَبتها ـ أمعنوا في الحيل وهم يقولون : (( يا عزى ، يا عزى )) فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحفن التراب على رأسها ، فغمسها بالسيف حتى شقها نصفين ، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : (( تلك العزى )) .
العزى : قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره (27/59) :
( وأما العزى فاختلف أهل التأويل فيها فقال بعضهم : كانت شجرات يعبدونها ، وقال آخرون : كان بيتاً بالطائف تعبده ثقيف ، وقال آخرون : بل كانت ببطن نخلة ، وقال آخرون : كانت العزى حجراً أبيض ) أ ـ هـ .وقال ابن كثير رحمه الله كما في تفسيره (7/455) : ( كانت شجرة عليها بناءٌ وأستارٌ بنخلة وهي بين مكة والطائف كانت قريش يعظمونها ) أ ـ هـ .

5-الحملة على بني جذيمة(5)
بعث النبي r خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي فذكرناه فرفع النبي r يده فقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين . فلم يزد على أن قال : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد وواداهم ، وذلك أن خالداً t اجتهد فيما رآه مع أنهم مسلمون وانتهى الأمر بتسوية على دفع ديات القتلى وبراءة النبي r من فعل خالد.‏


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amatellah.yoo7.com
امة الله
Admin
امة الله


انثى عدد الرسائل : 359
العمر : 36
البلد : مصر
الوظيفه : طالبه معماريه
تاريخ التسجيل : 26/09/2007

سيف الله المسلول Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيف الله المسلول   سيف الله المسلول Icon_minitimeالسبت أكتوبر 06, 2007 2:40 pm

6-غزوة حنين(6)
أشهر غزوة بعد فتح مكة ، كانت غزوة حنين ، التي وقعت يوم العاشر من شوال في السنة الثامنة ضد هوازن وثقيف،. إذ اعتقدت قبيلة هوزان ، وقبيلة ثقيف ، أن محمدا لا يستطيع التغلب على جميع العرب ، ولذلك اختار هؤلاء المشركون القتال على الإسلام ، فحشدوا حشودهم التي بلغت عشرين ألف محارب ونزلوا في وادي حنين ، أما المسلمون فقد بلغ عددهم اثنا عشر ألفا ، والذين توجهوا نحو أرض المعركة ، بقلوب عامرة بالإيمان ، كان خالد في مقدمة جيش المسلمين على مقدمة خيل "بني سليم" في نحو مائة فارس ، فشن خالد بن الوليد ، رضي الله عنه الغارة على المشركين ، فانهزم بنو هوزان ، إلا أن بعض المسلمين انشغلوا عن المعركة ، فأمطرهم المشركون بوابل من النبل السخي ، الا أن خالد قاتل بشجاعة ، وثبت في المعركة بعد أن فرَّ من كان معه من "بني سليم"، وظل يقاتل ببسالة وبطولة حتى أثخنته الجراح البليغة فانهزم بعض المسلمين ، وأصيب خالد بن الوليد بجراحات بليغة ، إلا أن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وقف رابط الجأش ، ثابت الجنان {2} ، يفكر بخطة ينقذ فيها المسلمين ، فأمر عمه العباس أن ينادي بالأنصار ، أصحاب بيعة الشجرة يوم الحديبية ، فاجتمع حوله عدد من أبطال الأنصار فتقدمهم نحو المشركين قائلا " أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ". فدب الرعب في قلوب الأعداء ، بعد أن أنزل الله ملائكته ، يذودون {3} عن رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم وعن المسلمين ، وجعل رسول الله عليه الصلاة والسلام يسأل عن خالد ليطمئن عليه فوجدة متكئ بظهره على راحلته قد أثخنته الجراح فجعل ينفث على يديه ويمسح جراح خالد فشفي من جراحة ورجع الى المعركة . واستمر خالد في جهاده وقيادته لجيش المسلمين حتى ولى المشركون هاربين ، وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى
لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ، ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين 4
وهكذا دانت القبائل العربية لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم بأسرها ، وأعلنت إسلامها فانتهى بذلك عهد الصراع والقتال

7-غزوة تبوك السنة التاسعة للهجرة 630م(7):
كلّف النبي "ص" خالداً بالمسير إلى دومة الجندل لأسر حاكمها الأكيدر بن عبد الملك قائلاً: [ستجده يصطاد البقر] وقد داهمه خالد ليلاً خارج حصنه وأسره وأتى به إلى النبي "ص".‏
8-كان آخر ما قام به خالد في حياة النبي هي غزوته إلى بني الحارث بن كعب في نجران –بأربعمائة فارس فاستجاب هؤلاء لدعوة الإسلام؛ وبقي بينهم إلى أن جاءه كتاب النبي"(" بالعودة إلى المدينة مع وفد منهم – وكان ذلك في شوال من العام العاشر للهجرة.‏

ب-عهد الخليفتين، أبي بكر وعمر:‏
1-حروب الردة:
شغلت حروب الردة السنة الأولى من حكم أبي بكر، وكان لخالد بن الوليد الدور المركزي في هذه الحروب، وقد عقد له أبو بكر قيادة أحد الألوية العشرة التي جهزها لقتال المرتدين، جاعلاً من هذا اللواء القوة الضاربة الرئيسية بينما كلّف الألوية محاربة المرتدين الأقل شأناً، كما أبقى لديه لوائين كاحتياط لتعزيز خالد بحسب وقائع الحرب –على أن يبدأ خالد الحرب ويُخرج باقي الألوية على ضوء نتائج عمليات خالد. وتركزت خطة أبي بكر بتطهير أواسط الجزيرة العربية –ثم إخضاع مالك بن نويرة، وأخيراً التركيز على أخطر الأعداء مسيلمة الكذاب – أي أنه كان يهدف إلى حشد قواته ضد الجيوش المعادية الرئيسية والقضاء على كلّ جيش على انفراد وبالتتالي.. ثم تطهير المناطق البعيدة.‏

أ- القضاء على طليحة بن خويلد الأسدي(Cool:
جمع طليحة قواته من غطفان وبني أسد في بزاخة ودعا طيئاً لمساندته – لكن أبا بكر أرسل من ذي القصة عدي بن حاتم زعيم طيِّئ الذي حافظ على إيمانه مع خالد لإقناع طيِّئ بالامتناع عن المساندة ونجح عدي في مسعاه وتمكن من إبعاد طيء عن مساندة طليحة بل بالانضمام إلى المسلمين وخالد وانتهى الأمر إلى اللقاء في سهل بزاخة جنوب شرقي جبل أجأ، حيث كان النصر للمسلمين وهرب طليحة لاجئاً إلى قبيلة كلب في الشام، ما لبث أن دخل في الإسلام، وبعدها ساهم في الفتوح في العراق. ونتج عن الانتصار في بزاخة مسارعة قبائل بني عامر وبعض بطون هوازن وبني سليم إلى تقديم الولاء لخالد لكنه لم يقبل إلا قتل من قام بقتل المسلمين. وتوجه بعد ذلك إلى "ظفر" لمواجهة سلمى(9) بنة مالك بن حذيفة من غطفان التي جمعت بعضاً من هوازن وسليم ونجح خالد في قتل سلمى وإنهاء تمرد جماعتها.‏

ب- نهاية مالك بن نويرة(10):
وهو زعيم بني يربوع الذين يسكنون الشمال الشرقي من الجزيرة العربية، وكان "البطاح" مركز القبيلة وقدم مالك على النبي"ص" وقدّم الولاء للإسلام فعينه النبي "ص" لجمع الزكاة وإرسالها إلى المدينة لكن بعد وفاة النبي "ص" نكث العهد وأعاد الأموال لأصحابها.‏ تحرك خالد إلى البطاح بعد معركته مع سلمى وبعد محاولة مع زعماء جيشه الذين كانوا ينتظرون أوامر الخليفة بالتحرك، لكن خالداً لم يأبه لتلك المعارضة وأقدم على متابعة عمله مستفيداً من الخوف الذي أصاب مالكاً بعد انتصار المسلمين على طليحة وسلمى – ومغادرة سجاح إلى العراق والتي كان مالك قد تحالف معها ونصح مالك رجاله بالاستسلام وبدأ يعد العدة لذلك إلى أن ألقي القبض عليه مع زوجته وبعد نقاش مع خالد قتله خالد.‏

ج- موقعة اليمامة(11):
كان أبو بكر قد أمّر عكرمة على أحد الألوية الموجهة لقتال المرتدّين وكلفه مشاغلة مسيلمة في اليمامة، وهدفه من ذلك تثبيت مسيلمة في اليمامة ما دام عكرمة باقياً في الميدان، بحيث يظل يتوقع هجوم المسلمين دون أن يتمكن من ترك قواعده، وهو يتيح لخالد قتال القبائل المرتدة دون تدخل مسيلمة. وقد حقق خالد ما أراده أبو بكر وقضى على تمرد أسد بن يربوع من تميم وبني غطفان وأعاد هذه القبائل إلى الإسلام مع بني سليم وطيّئ ومن أتاه من المدينة من الأنصار والمهاجرين، واتجه إلى حيث يعسكر مسيلمة في سهل "عقرباء" عند الضفة الشمالية من وادي حنيفة وبلغ جيشه 13 ألف مقابل 40ألفاً جمعهم مسيلمة.‏

خلال الإعداد للاشتباك أسر أحد أكفأ قواد مسيلمة وهو مجّاعة بن مرارة وقد خطط خالد للقيام بالهجوم منذ البداية، وأن يجبر قومه على وضعية الدفاع وعدم السماح له بالانتقال إلى الهجوم المعاكس، وشكل جيشه بحيثُ قاد هو القلب، وكان زيد بن الخطاب على الميمنة وأبو حذيفة على الميسرة، وبدأت المعركة الأولى من شوال 11 هـ/ك1 632م بشكل تصادمي وهَدَفَ خالد فيها إلى خرق دعامات مسيلمة والوصول إليه. لكن الأخير قام بالهجوم المعاكس، وتراجع المسلمون عن سهل عقرباء ووصل المرتدون إلى معسكر المسلمين لكن حركة المسلمين من جهة الجنوب أوقفت هجوم المرتدين. وأعاد خالد ترتيب قواته وتقدم بها مرة أخرى إلى سهل عقرباء في هجوم ثان وصمد المرتدون.. هنا تبرز عبقرية خالد حينما دعا وسط الصدام إلى المبارزة وأسقط كل من تقدم إليه، مقترباً من مسيلمة، داعياً إيَّاه للمحاولة ومنتظراً أن يأخذه على حين غرة. لكن مسيلمة انتبه في اللحظة الأخيرة وهرب، وكان هَربهُ بداية الشك والهزيمة. وبدأت صفوف المرتدين تتهاوى، بحيث نادى قائد ميسرة مسيلمة رجاله أن يلتجئوا إلى حديقة الحصن التي عرفت بحديقة الموت، ونجح أحد المسلمين بالقفز فوق سور الحديقة وفتح الباب فاندفع المسلمون إلى داخلها حيث نشب قتال شرس شارك فيه مسيلمة وتمكن "وحشي" قاتل حمزة بن عبد المطلب من تسديد حربته إلى مسيلمة في وقت تقدم فيه أبو دجانة أحد الأنصار وأكمل بالسيف ما بدأه وحشي وانتهى مسيلمة. وشاع الخبر وهدأت المعركة ليخلد الناس إلى الراحة.

في اليوم التالي وقع خالد ضحية خداع أسيره مجّاعة بن مرارة الذي أوهمه أن بقية المقاتلين متحصنون بالحصن. فوافق خالد على الصلح، على أن يأخذ المسلمون الذهب والسيوف والدروع والخيل ونصف السبي. ثم ترك السبي، بعد مراوغة من مجّاعة. وعندما تم الصلح اكتشف خالد أن لا رجال في الحصن وإنما هناك شيوخ ونساء وأطفال أمرهم مجّاعة عند دخوله عليهم أثناء المفاوضات أن يلبسوا الدروع ويلوحوا بالسلاح.. ومع ذلك نفذت المعاهدة وخسر المسلمون ألفاً ومئتي شهيد، منهم خمسمئة من القرّاء وحفظة القرآن.‏

الفتوح:‏
أ-التوجه نحو العراق:‏
وجه أبو بكر خالداً إلى العراق بقوله(12): "سر إلى العراق حتى تدخلها، وابدأ بمنطقة الأبله وقاتل أهل فارس ومن كان في ملكهم من الأمم، وليكن هدفك الحيرة" وكان خالد قد توصل إلى فكرة عملياته عامة لمواجهة الفرس، فهو يعرف أن الجيش الفارسي جيد التدريب والتنظيم والتسليح ولا تنقصه الشجاعة لكنه بطيء الحركة، والحركة البطيئة والطويلة تجعله منهكاً.. وقد استغلّ خالد ذلك في مواجهته الأولى مع هرمز في الأُبلّة.. فقد تحرك من "النباح" باتجاه العراق لكن ليس على الطريق الذي توقعه طريق "كاظمة"، حيث انتظره هرمز، بل إلى "الحضير" فسارع الفرس إليها عندما كان خالد قد عجل بالإمدادات إلى كاظمة، حيث وصل الفرس عائدين إليها في حالة يرثى لها من الإعياء. وهكذا تحقق النصر للمسلمين في هذه المعركة التي عرفت بذات السلاسل، حيث قتل هرمز قائد الفرس. واستثمر خالد نصره في كاظمة فاتجه إلى نهر ميكيل حيث ظهر حشد فارسي جديد بقيادة "قارن" مستغلاً الحالة النفسية الناتجة عن المعركة السابقة وسقط قارن بعد مبارزة مع مقصل بن الأعشى وبعدها بدأ الفرس بالتراجع نحو النهر تاركين للمسلمين نصراً كبيراً ثانياً(13).‏

وبعد الهزيمة الثانية حشد الإمبراطور الفارسي جيشين الأول في "الولجة" بقيادة "الأندرزرغر" والثاني يلحق به بقيادة "بهمن بن جاذويه".‏
كان أمام خالد أن يواجه جيشين على وشك الاندماج، ثم من جهة ثانية عليه أن يمنع جنود العدو الهاربين من المعارك من العودة إلى معارك أخرى فبالنسبة للمشكلة الأولى بادر خالد إلى الهجوم على جيش "الأندرزرغر" قبل وصول جيش "بهمن" كما أوكل بإيكال أمر بمنع الجنود من الالتحاق بمعارك أخرى إلى سويد بن مقرن، حيث أوجد مفارز لحراسة نهر دجلة من أسفل ومنع كل محاولة اجتياز يقوم بها العدو من الشمال والشرق وإنذار خالد بما تدعون. حشد خالد قلب جيشه أمام جيش الأندروزغر واستدرجه للقتال، في حين حرك الجناحين من الخيالة يميناً ويساراً دون أن يلحظ الفرس ذلك. وبعد أن أنهكهم أعطى إشارته فبرز الجناحان وتم تطويق الجيش الفارسي الذي وقع في الفخ وهرب قائد الأندروزغر إلى الصحراء. كان ذلك في أوائل أيار عام 633م.‏

توقف بهمن قائد الجيش الثاني عندما سمع بالهزيمة، لتأتيه الأوامر من الإمبراطور بدفع جيشه إلى أُلَّيْس فتركه ليقاتل الإمبراطور وتقدم "جابان" بالجيش إلى نهر عرف نهر الدم فدفع خالد بالمثنى للاستطلاع ثم هاجمهم خالد عند تناولهم الطعام ودامت المعركة ساعتين تراجع الفرس بعدها هاربين فلاحقهم العرب وأعملوا السيف حتى تلون النهر بالدم(14) وكان ذلك في منتصف أيام 633م.‏

ترك خالد أُلَّيْس إلى أمغشيا(15) التي كانت خالية من أهلها فكانت غنيمة باردة ثم توجه إلى الحيرة التي كان يحكمها ملك عربي هو إياس بن قبيصة، والحُكم الفعلي للقائد الفارسي أزاذبه- وقرر خالد استتخدام الفرات لنقل أثقال قواته، ليكن النهر انخفض مستوى ماؤه نتيجة قطع المياه عند قناطر الفرات، فترك خالد النهر وسار بخيالته إلى باودقلى، حيث قضى على مخفر أمامي يقوده ابن أزاذبه فأجهز عليه. وعندما وصل الخبر إلى الوالد مع وصول خبر وفاة الإمبراطور ترك أزاذبه الحيرة مع الجيش الفارسي إلى المدائن مبقياً مهمة الدفاع عن الحيرة لسكانها العرب الذين تحصنوا في قلاعها الأربع، فحاصرهم وفرض عليهم الصلح أخيراً وفاوض عنهم عمرو بن عبد المسيح(16). وسقطت الحيرة وهكذا أنجز خالد ما كلف به في نهاية أيار سنة 633م.‏ نجح خالد بعد ذلك في السيطرة على الأنبار بعد حصار أسبوعين وذلك في منتصف تموز ‏633م(17).‏

وتوجه بعدها إلى عين التمر(18) حين كان العرب والفرس يدافعون عنها، لكن العرب طلبوا من الفرس تركهم لمواجهة خالد وجيشه حيث نجح خالد في أسر القائد العربي "عقة" وعندما وصل المسلمون إلى عين التمر وجدوا الفرس قد غادروها.‏ واستعدت المدينة للحصار بإغلاق أبوابها، لكنها ما لبثت أن استسلمت في نهاية تموز 633م.‏

طلب عياض بن غَنْم(19) المحاصر لدومة الجندل، التي ارتدت مع المرتدين، النجدة بعد حصار طويل من خالد بن الوليد الذي أسرع إليها على رأس ستة آلاف مقاتل، وشدد الحصار على المدينة التي استسلمت في نهاية آب 633م ثم عاد خالد إلى العراق أثناء غياب خالد في دومة الجندل وحاول الفرس استعادة المبادرة فحشدوا جيشين الأول بقيادة روزبة وأرسل إلى الحصيد والثاني بقيادة زرمهر في الخنافس. كما تم حشد جيشين آخرين من العرب، الأول بقيادة هذيل بن عمران في المصيخ، والثاني بقيادة ربيعة بن بجير في الثني والرميل(20).‏

وفي المقابل حرك القعقاع بن عَمرو قواته لمشاغلة الفرس أثناء غياب خالد وعندما وصل خالد في أيلول 633م كان عليه أن يمنع تجميع الفرس في جيش واحد مع حماية الحيرة بينما يتحرك المسلمون في قطاع آخر. لذلك قام خالد بترك عياض بن غَنْم في حامية الحيرة وتوجه مع القعقاع وأبي ليلى إلى عين التمر، وتوجّه القعقاع إلى الحصيد وجيّش جيش روزبة وأبي ليلى إلى الخنافس، حيث زرمهر على أن يبدأا المعركة معاً ونجح القعقاع في قتل روزبه وتشتيت جيشه بينما تأخر أبو ليلى في الوصول –لكن الفرس انسحبوا من الخنافس باتجاه العاصمة "المدائن" الأمر الذي جعل خالداً أمام خيار من ثلاثة: إما المتابعة إلى المدائن، أو مواجهة الجيش الفارسي المستجمع في المصيخ، أو مقاتلة العرب في الثني والرميل. وقد اختار المصيخ. وقد تعامل مع هدفه بعد تحديد موقع الفرس بدقة بمناورة نادرة الحدوث في التاريخ، حيث قرر الهجوم وفي وقت واحد من ثلاثة اتجاهات من الحصين والخنافس وعين التمر ليلاً لتصبح القوات العربية على مسافة قريبة من المعسكر الفارسي، ومن ثم انقضت على هدفها بضربة واحدة كانت كافية لإحراز النصر.‏ وكان ذلك في تشرين الثاني 633م. لحق خالد بعد ذلك بالعرب النصارى في الثني والرميل، حيث كرر الهجوم الليلي بالألوية الثلاثة وفي وقت واحد شتت شمل أعدائه وكان آخر ما قام به بالإغارة على العراق القريبة من البوكمال، والتي بها حاميتان الأولى للفرس، والثاني للروم قضي عليهما.. ثم غادر خالد سراً ليؤدي فريضة الحج بينما كان جيشه يعاد تجميعه في الحيرة مع نهاية كانون الثاني 634م(21).‏


ب32).‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amatellah.yoo7.com
امة الله
Admin
امة الله


انثى عدد الرسائل : 359
العمر : 36
البلد : مصر
الوظيفه : طالبه معماريه
تاريخ التسجيل : 26/09/2007

سيف الله المسلول Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيف الله المسلول   سيف الله المسلول Icon_minitimeالسبت أكتوبر 06, 2007 2:40 pm

-على الجبهة الشامية:‏
أمر أبو بكر خالداً بترك نصف جيشه والإسراع إلى الشام(22) وكان على خالد اختيار أحد طريقين أولهما الاتجاه جنوباً حتى دومة الجندل ومن ثم الاتجاه غرباً إلى الشام، والثاني مسايرة الفرات باتجاه الشمال الشرقي من بلاد الشام.. والاثنان طويلان ويحرسهما قوات بيزنطية بمخافر نظامية.. مما يعرقل السير –فكان لا بد من إيجاد الطريق الثالث الذي يسلك الوسط ويكون الأقصر ويتجنب فيه الصراع مع البيزنطيين.. ويكون هذا الطريق من الحيرة إلى قراقر ثم منها إلى "سوى" ومن ثم إلى الأرك فتدمر والقريتين لكن الخطورة تكمن في المسير من قراقر حتى "سوى" حيث المسير لخمسة أيام دون وجود أثر للحياة – ونجحت المغادرة ووصل خالد إلى سوى ثم آرك(23) التي وافقت على الصلح.. ثم تابع إلى تدمر التي صالحته أيضاً.. وجرت معركة في القريتين تابع بعدها المسير إلى حوارين التي هزمت أيضاً، ومن بعدها إلى ممر بين عدرا والقطيفة، عند ثنية العقاب ثم إلى مرج راهط.. ثم إلى بصرى التي وصلها زمن اشتباكها مع قوة كان يقودها شرحبيل بن حسنة وجرى تماس مع البيزنطيين لكن هؤلاء انسحبوا متحصنين بالمدينة حيث بدأ حصارها، إلى أن استسلمت(24) في تموز 633م.‏


ب-على الجبهة الشامية:‏
أمر أبو بكر خالداً بترك نصف جيشه والإسراع إلى الشام(22) وكان على خالد اختيار أحد طريقين أولهما الاتجاه جنوباً حتى دومة الجندل ومن ثم الاتجاه غرباً إلى الشام، والثاني مسايرة الفرات باتجاه الشمال الشرقي من بلاد الشام.. والاثنان طويلان ويحرسهما قوات بيزنطية بمخافر نظامية.. مما يعرقل السير –فكان لا بد من إيجاد الطريق الثالث الذي يسلك الوسط ويكون الأقصر ويتجنب فيه الصراع مع البيزنطيين.. ويكون هذا الطريق من الحيرة إلى قراقر ثم منها إلى "سوى" ومن ثم إلى الأرك فتدمر والقريتين لكن الخطورة تكمن في المسير من قراقر حتى "سوى" حيث المسير لخمسة أيام دون وجود أثر للحياة – ونجحت المغادرة ووصل خالد إلى سوى ثم آرك(23) التي وافقت على الصلح.. ثم تابع إلى تدمر التي صالحته أيضاً.. وجرت معركة في القريتين تابع بعدها المسير إلى حوارين التي هزمت أيضاً، ومن بعدها إلى ممر بين عدرا والقطيفة، عند ثنية العقاب ثم إلى مرج راهط.. ثم إلى بصرى التي وصلها زمن اشتباكها مع قوة كان يقودها شرحبيل بن حسنة وجرى تماس مع البيزنطيين لكن هؤلاء انسحبوا متحصنين بالمدينة حيث بدأ حصارها، إلى أن استسلمت(24) في تموز 633م.‏


ج-معركة أجنادين: 634م –13هـ:‏
وصلت الأخبار إلى بصرى بأن الروم حشدوا جيوشهم في أجنادين فأمر خالد الجيوش الإسلامية –بعد أن أصبح قائدها- بالتحرك إلى فلسطين والالتقاء في أجنادين(25) وكان قرار خالد بالاشتباك هو لإنهاء حالة الاقتصار على السيطرة في المناطق الشرقية شبه الصحراوية والابتعاد عن المناطق المأهولة في الغرب، وهذا الاشتباك هنا هو للخروج من هذه الحالة التي أرادها الروم. لكن المسلمين انتصروا في هذه المعركة التي استمرت لأيام عديدة لتأتي أوامر الخليفة بالاتجاه إلى دمشق، ثم إلى حمص فإنطاكية.‏


د-فتح دمشق:‏
بعد معركة أجنادين بأسبوع سار خالد إلى دمشق سالكاً طريق جنوبي القدس حتى وصل إلى ضفة اليرموك عند الياقوصة حيث الروم على الضفة الشمالية للنهر، وتمت هزيمة الروم في آب 634م(26) وتابع خالد بن الوليد المشي إلى دمشق بلوائه الذي كان في العراق ثم تبعته الألوية الأخرى، والنساء والأطفال وأسر محاربي العراق حتى وصلت مرح الصُّفَّر (الكسوة) فواجه جيشاً للروم هناك بقيادة كولوس وأدارير. لكن جيش المسلمين بألويته تمكن من دحر الروم الذين تراجعوا إلى دمشق وتحصنوا بها في العشرين من آب 634م وكان خالد قد ترك سرية في "فحل" لمنع تحرك جنودها لمساعدة دمشق، كما أرسل سرية إلى طريق حمص في بيت لهية لمراقبة الطريق ومنع وصول الإمدادات أيضاً فعزل بذلك دمشق من غيرها وأحكم حصارها(27).‏
أرسل هرقل جيشاً لتعزيز دفاع دمشق وعلم المسلمون المقيمون في المركز على طريق حمص بذلك وأخبروا خالداً الذي أرسل قوة من خمسة آلاف للاشتباك بالجيش في بيت لهية –لكنها لم تكن كافية فعززها خالد بقوة قادها ليلاً كيلا يسترعي انتباه حاميه دمشق وتمكن من إلحاق الهزيمة بالجيش القادم من طريق حمص(28). دعا خالد إلى حصار دمشق الذي استمر حتى أيلول 634، حيث تمكن خالد مع مجموعة من قواده من تسلق أسوار المدينة، بينما وافق أبو عبيدة على الصلح والتقى خالد وأبو عبيدة عند كنيسة مريم في وسط المدينة فكان فتح دمشق صلحاً وعنوة(29) –وغادر الروم دمشق- بعد أن حصلوا على هدنة ثلاثة أيام لكن خالداً قاد قوة تمكنت من اللحاق بالقافلة الرومية المحملة بكل شيء غلا ثمنه من دمشق قبل أن تصل إنطاكية. وبعد انقضاء مهلة الهدنة فهاجمها بمجموعاته الأربع من الاتجاهات الأربعة عند سهل يقال له سهل الديباج. وحقق النصر وعاد بغنائم كبيرة بعدة غياب عشرة أيام عن دمشق(30)، ليعلم من أبي عبيدة أن أبا بكر قد توفي وأن عمر قد عزله من قيادة الجيش وأوكل الأمر إلى أبي عبيدة.‏


هـ-معركة فحل:‏
حشد هرقل جيشاً جديداً في بيسان غربي الأردن، وهدفه قطع مواصلات المسلمين بالجزيرة العربية، وبدأ العمل بالخطة باحتلال فحل فتحرك لواء شرحبيل من دمشق يتقدمه لواء العراق بقيادة خالد، وسرعان ما انسحب الروم من فحل والتحقوا بالقوة الأساسية في بيسان، ولاحقهم المسلمون حتى النهر، حيث جرت المعركة بعد عدة أيام في مستنقع أسفل فحل وانتهت بهزيمة الروم، وتقدم المسلمون لحصار بيسان التي استسلمت(31) في أواخر شباط 635م وكان ذلك لإكمال فتح فلسطين من قبل عمرو بن العاص وشرحبيل – الذين هزما الروم في أجنادين الثانية، وبعدها سقطت مدن فلسطين والساحل حتى بيروت وهكذا أصبحت فلسطين بيد المسلمين ما عدا القدس وقيسارية.‏


و-فتح حمص:‏
وصلت أخبار فحل وبيسان إلى هرقل وظن أن المسلمين باتجاههم إلى فلسطين غير مهتمين بالشمال، لذلك قرر استعادة دمشق فأرسل قوة بقيادة تودز من إنطاكية عبر بيروت وسهل البقاع (مرج الروم) واقتربت من دمشق في وقت تقدمت فيه قوة أخرى بقيادة شنس من حمص عبر البقاع – فواجه المسلمون الجيشين بقيادة أبي عبيدة وخالد، لكن تودز سحب قوة منهما ليلاً لتهديد دمشق فسارع خالد إلى دمشق ليضرب فيلق تودز، وانطلق أبو عبيدة للقضاء على من تبقى في وجه الروم، وقتل شنس.‏ أرسل أبو عبيدة خالداً إلى حمص فألقى الحصار عليها بينما توجه هو إلى بعلبك التي استسلمت حاميتها بلا قتال. ولم يطل حصار حمص إذ تم الاتفاق على وقف القتال لمدة عام مقابل عشرة آلاف دينار ومائة ثوب من البروكار. وفعلت قنسرين الشيء ذاته. لكن الروم خرقوا الهدنة مع حمص وقنسرين ودفعوا بتعزيزات إليهما. ومرة أخرى حُوصرت حمص لعدة أشهر إلى أن اقترح خالد مبادرة تقضي بترك حصار المدينة والتظاهر بالانسحاب، مما جعل الروم بقيادة هربيس يخرجون لملاحقة المسلمين وعندها توقف هؤلاء والتف المسلمون من على الجانبين بقوتين من الخيالة، وأحكم الطوق حول هربيس ورجاله وألحقت الهزيمة بالروم، وعرض أهل حمص التسليم(
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amatellah.yoo7.com
 
سيف الله المسلول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أروع ما سمعت فيما قيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
» لمادا اخفى الله عز وجل عنا الموت, سببحان الله
» معنى (واتقوا الله ويعلمكم الله)
» وأحسن خلق الله :
» الجنه احبائى فى الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قصص الانبياء والتابعين-
انتقل الى: