السلام عليكم
نتواصل معا فى القاء الضوء على سيرة الصحابة الكرام رضى الله عنهم و ارضاهم هؤلاء الابرار تخرجوا من مدرسة محمد صلى الله عليه و اله و سلم و ضربوا لنا و للعالم اجمع اروع المثل فى التضحية و الفناء و الدفاع عن دين الله و حب رسوله و الدفاع عنه و سطروا اسمائهم على صفحات التاريخ بحروف من ذهب .
بطلنا اليوم هو اول من عدا بفرسه فى سبيل الله
المقداد بن عمرو رضى الله عنه
انه المقداد بن عمرو صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم و احد السابقين الاولين -- و هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة القضاعى الكندى .
يقال له المقداد بن الاسود
و قيل لاته ربى فى حجر الاسود بن عبد يغوث الزهرى فتبناه -- و قيل انه اصاب دما فى كندة فهرب الى مكة و حالف الاسود .
وهو من المسارعين الى الاسلام , بل انه من السبعة الذين قال عنهم ابن مسعود رضى الله عنه ( اول من اظهر الاسلام سبعة : رسول الله صلى الله عليه و سلم و ابو بكر و عمار و امه سمية و صهيب و بلال و المقداد ) رضى الله عنهم
مشهد من مواقف المقداد لا توازيه الدنيا و ما فيها
كان هذا المشهد فى يوم بدر عندما خرج النبى صلى الله عليه و سلم و اصحابه للقافلة و لكن الامر تحول الى صدام مسلح مع جبهة الكفر المتمثلة فى كفار قريش فاراد النبى صلى الله عليه و سلم ان يجمع الصف و يطمئن على وحدة الصف قبل الدخول فى هذه المعركة التاريخية .
و عقد رسول الله صلى الله عليه و سلم القائد الاعلى لجيش المسلمين مجلسا عسكطريا يشاور عامة جيشه و قادته فقام ابو بكر و قال خيرا و قام عمر و قال خيرا و قام المقداد و قال :
يا رسول الله امض لما اراك الله الله فنحن معك و الله لا نقول لك كما قالت بنى اسرائيل لموسى اذهب انت و ربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون , و لكن اذهب انت و ربك فقاتلا انا معكما مقاتلون , فو الذى بعثك بالحقك لو سرت بنا الى برك الغماد , لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه . فقال الرسول صلى الله عليه و سلم خيرا و دعا له به ... اخرجه البخارى
و بلغت تلك الكلمات التى خرجت من القلب الصادق مبلغا عظيما فى قلوب الصحابة
زعيم الانصار سعد بن معاذ و كلمة خالدة
يا رسول الله لقد آمنا بك و صدقناك و شهدنا ان ما جأت به هو الحق و اعطيناكم على ذلك عهودنا و مواثيقنا على السمع و الطاعة , فامض يا رسول الله لما اردت فنحن معك فو الذى بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد و ما نكره ان تلقى بنا عدونا غدا .
انه لصبر فى الحروب , صدق فى اللقاء , لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله .
فسر رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال :
سيروا و ابشروا فان الله تعالى قد وعدنى احدى الطائفتين و الله لكأنى انظر الى مصارع القوم .
المقداد و حرصه على الغزو فى سبيل الله
عن ابى راشد الحبرانى قال : وافيت المقداد فارس رسول الله صلى الله عليه و سلم -- بحمص على تابوت من توابيت الصيارفة , قد افضل عليها عظمه , يريد الغزو , فقلت له : قد اعذر الله اليك .فقال : ابت علينا سورة البحوث ( انفروا خفافا و ثقالا )حبه لرسول الله صلى الله عليه و سلم و كرمه مع اهل بيته
لقد امتلا قلبه حبا لرسول الله صلى الله عليه و سلم --- كان يخشى عليه اشد من خشيته على نفسه -- فلم يكن تسمع فى المدينة فزعة الا و يكون المقداد فى لمح البصر واقف على باب رسول الله صلى الله عليه و سلم -- راكبا فرسه ممسكا بسيفه خوفا من ان يصاب الحبيب بأى مكروه .
و عن كريمة بنت المقداد ان المقداد اوصى للحسن و الحسين بستة وثلاثين الفا و لامهات المؤمنين لكل واحدة بسبعة آلاف درهم . رضى الله عنهم اجمعين
و توفى المقداد رضى الله عنه -- فى سنة ثلاث و ثلاثين , و صلى عليه عثمان بن عفان رضى الله عنه -- و قبره بالبقيع .
فرضى الله عن المقداد و عن سائر الصحابة اجمعين